السماع والمديح في التقليد الصوفي المغاربي بين الروحانية والجمالية

الحلقة 221  : السماع والمديح في التقليد الصوفي المغاربي بين الروحانية والجمالية

انطلاقاً من قراءة رمزية  للطقوس التي تُمارَس داخل الزوايا، نقوم بتسليط الضوء على البعد الروحي والثقافي لممارسات السماع والمديح ضمن الطرق الصوفية المغاربية والكيفية التي انتقلت بها هذه الممارسات إلى الفضاء العام في صيغ جديدة.

ويشكّل هذا التحوّل، أو ما يمكن وصفه بـ "تفكيك العزلة الطقوسية"، دليلاً على إعادة تشكّل أنماط التديّن المعاصر، في منطقة تتفاعل فيها قداسة الممارسة مع آليات التمثيل الثقافي في شكل مهرجانات ومسيرات روحية. كما نعمل على إبراز مدى التمايز الوظيفي بين السماع، باعتباره إنشاداً روحياً يسعى إلى تهذيب النفس والانفتاح على العالم العلوي، والمديح النبوي، الذي يُشكّل لحظة حب وتقديس لشخص النبي ﷺ.

تستعير هذه الممارسات، في تجلياتها التعبيرية، من الطبوع الأندلسية وهي الأنماط الموسيقية الموروثة عن التقليد الأندلسي ومن جماليات فنّ الملحون، مع احتفاظها بدلالات متمايزة تبعاً لاختلاف المدارس الصوفية وتعدّدها. كما نشير هنا إلى الإرث الذي خلّفه أبو مدين الغوث، ودوره في تعميم هذه التقاليد داخل  المنطقة المغاربية ، وإلى الطريقة الدرقاوية التي وحدت هذا الميراث الصوفي.

تحمل هذه الممارسات أسراراً رمزية ، جعلت السماع يُسهم في إحياء التراث الموسيقي الأندلسي، ويمثل نموذجاً عملياً للمقولة الصوفية: "  ظاهره فتنة، وباطنه عبرة."

عبد الوهاب بلغراس، مديرُ بحث بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة، ومتخصّص في التصوّف والأنثروبولوجيا الدينية. يشغل منصب مدير قسم "المخيال والسيرورات الاجتماعية" بالمركز.

تندرج هذه الحلقة ضمن فعاليات اليوم الدراسي: "الأغاني والموسيقى في الجزائر: ظاهرة اجتماعية" الذي نُظّم بشكل مشترك بين مركز الدراسات المغاربية في الجزائر  CEMA ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية  CRASC بتاريخ 15 ديسمبر 2024, وقد أدار النقاش كريم وراس، أستاذ لسانيات اجتماعية بجامعة وهران 2 ونائب مدير مركز الدراسات المغاربية في الجزائر CEMA

حلقات أخرى ذات الصّلة:

Épisode 214 : Jonathan Glasser :  Introduction à la journée d’études « Chants et musiques d’Algérie : un fait social »

Épisode 217 : Lamia Fardeheb : L’évolution de la poésie andalouse du Muashshah au Zajal : deux genres de poésie chantés dans la « Nouba »

نعبّر عن امتناننا العميق إلى أميرة حنان فاردهب ، مهندسة في المعلوماتية، أستاذة في INFSP وأستاذة موسيقى، وإلى شقيقتها لامية فاردهب ، باحثة في مركز البحوث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية CRASC، على أدائهما لمقطوعة الموسيقى الأندلسية « استخبار طابع الزيدان » (Istikhbār Ṭābi‘ al-Zaydān)، والتي استخدمت في مقدمة وختام هذا البودكاست.

الإعداد والمونتاج: حياة يبوس بن سعيد، أمينة مكتبة / مسؤولة عن نشر الأنشطة العلمية. مركز الدراسات المغاربية في الجزائر  (CEMA)